رسالة مفتوحة إلى الشيخ راشد الغنوشي

بسم الله الرحمان الرحيم

لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ

سورة الكافرون الآية 6

صدق الله العظيم

أكتب لك هذه الرسالة كما ترد بخاطري بدون نظام و لا أسلوب تقليدي بل بكل العفوية و الاندفاع الذي نعيشه في هذه اللحظة التاريخية: لحظة ميلاد عصر ما بعد الاحتلال الأجنبي و الاستبداد الداخلي

الشيخ راشد

نشرت وسائل الإعلام أخبار متضاربة حول حج اليهود إلى كنيس الغريبة بجربة هذه السنة و من المعروف أنه في الحالة العادية تبدأ الزيارات من الحجاج اليهود من يوم 17 ماي الجاري

الشيخ راشد

– حق اليهود في ممارسة شعائرهم الدينية حق يضمنه لهم الدين الإسلامي الحنيف و العهود الدولية التي صدرت عن الأمم المتحدة و الهادفة حماية حقوق الإنسان

– قيام الإسرائيليين داخل إسرائيل أو الأرض المحتلة بانتهاك لحقوق المسلمين من الشعب الفلسطيني ليس مبرر شرعي أو أخلاقي لقيام المسلمين بانتهاك حقوق اليهود في ممارسة شعائرهم الدينية في ديار الإسلام

بل الواجب على المسلم الرسالي أن يعطي للعالم في القول و الفعل النموذج في حماية حقوق الأقليات الدينية و حرية المعتقد

و بدون أدنى شك من أنه و في نفس الوقت لا يدخر أي جهد لمساعدة المسلمين من الفلسطينيين في الأرض المحتلة و داخل إسرائيل في نضالهم السلمي و المشروع من أجل حقوقهم المنتهكة و المسلوبة و في هذا الموضوع تجدر الإشارة أنه بعد قتل القذافي أو تقديمه للعدالة الدولية , ثم رحيل على عبد الله صالح في اليمن , و هزيمة آل الأسد في سوريا ( الآن نطالب أردغان أن يحول الأقوال إلى أفعال و نريد تحرك عسكري لتركيا مع المجموعة الدولية ضد النظام بسوريا كما فعلت قطر مع المجموعة الدولية ضد القذافي في حالة استمرار أعمال القتل و القمع للمدنيين ) … ثم بدأ الثورة في إيران لإسقاط خامنئي و نجاد – أي تفكيك أسس الاستبداد من داخل النظام المعرفي و الفقهي الشيعي و في السعودية من أجل الملكية الدستورية أي القضاء على السلطة المطلقة التي أعطيت للراعي وفقا لأصول الفقه السني … و بعد تصاعد الانتفاضة الثالثة الفلسطينية التي يجب أن تكون سلمية ( من يريد الشهادة و الموت في سبيل الله ميدان الكفاح اللاعنفي و جبهة المظاهرات السلمية ساحة لنيلها ) أقول و بأن يكون الهدف النهائي و المبدئي هو تحرير الأراضي العربية – الإسلامية المحتلة بعد 1967 و إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة و عاصمتها القدس الشريف ثم العيش بسلام مع دولة إسرائيل بحدود 1949

و أسجل أن تحرير الأراضي العربية الجولان و مزارع شبعة و الأرض الفلسطينية المحتلة واجبنا نحن لا نعتمد فيه إلا على الله و على أنفسنا , أمريكا و الإتحاد الأوروبي و الأمم المتحدة و روسيا هم أصدقاءنا و شركاءنا في النضال التاريخي من أجل بناء السلام العادل و الدائم و التقدم الاقتصادي الحاجة الأساسية لإقامة الديمقراطية و الحرية التي تضمن للمواطن الكرامة و إحترام حقوق الإنسان الكونية

و أن التحرك في مسيرات شعبية مليونية سلمية من كل الدول في إتجاه فلسطين المحتلة هو الوسيلة و الطريق للنصر لا بل أقسم بالله العظيم أنه بهذا فقط و في ديسمبر 2011 سيكون قيام الدولة الفلسطينية و بالتالي الدخول لعصر ما بعد الاحتلال الأجنبي و الاستبداد الداخلي, عصر الحياة بكرامة و في الحرية و نحكم فيه من حكومات من الشعب و من أجل الشعب

الشيخ راشد

أسجل بكل ارتياح أن ما سبق لي ذكره في هذه الرسالة في ما يتعلق بحرية المعتقد و حقوق الأقليات خاصة الدينية ورد التأكيد عليه منكم في العديد من محاضراتكم على مدى السنوات الماضية لكن الآن و بعد انتصار الثورة المباركة و تونس على أبواب انتخابات نريد أن تكون أفعالكم في انسجام تام مع أقوالكم

و لذا أطلب منكم إتخاذ الإجراءات اللازمة و الضرورية للمساعدة في حماية حق اليهود في الحج إلى كنيس الغربية

الشيخ راشد

الشعوب العربية لن تنسى الأقباط المسيحيون و هم يقومون في ميدان التحرير بصدور عارية حماية المسلمين أثناء قياهم بالصلاة و التصدى لأي محاولة للإعتداء على المسلمين من بلطجية مبارك و حزبه

لذا من العمل الصالح أن تعمل على تنظيم ندوة دولية و لتكن في جربة حول : التعايش بين أهل الأديان بعد الثورات في العالم العربي و الإسلامي

شخصيا أتشرف بان أكون في لجنة تنظيم هذه الندوة و سأعمل على الإتصال بالأصدقاء في مصر و خاصة من الإخوان المسلمين و الذين تربطني بهم علاقات وطيدة منذ سنوات النضال ضد الطاغية مبارك و كذلك بالدكتور سعد الدين إبراهيم و الأقباط

و لضمان النجاح سأقوم بإتصال بأصدقاء في واشنطن و خاصة الرئيس السابق جيمي كارتر و أخي د. رضوان المصمودي مدير مركز دراسة الإسلام و الديمقراطية و أيضا بعض الشخصيات الفرنسية اليهودية التي تعمل في الرئاسة الفرنسية من أجل إرساء الحوار بين المسلمين و اليهود و التي عرفت بدفاعها عن حق المسلمين في حرية المعتقد

و أنه من المفيد أن يكون هناك حضور لبعض الشخصيات الفلسطينية دينية أو سياسية و خاصة من حركة حماس

الشيخ راشد

كم أتمنى أن يبقى لدى الشعب التونسي عنك صورة كتلك التي للشعب الأمريكي عن القس مارتن لوثر كنج الذي و بنضاله السلمي تحصل السود على حقوقهم المدنية و السياسية و هزمت العنصرية

كم أتمنى أن يتنقل أي مسلم بين المطارات و من دولة إلى أخرى و هو مرفوع الرأس و يلقى الإحترام فقط لأنه مسلم

و السلام عليكم و رحمة الله و باركاته

————————————————-

نقلا عن مدونة: مستقبل الحرية بتونس

عدنان الحيساوي

للإطلاع على التدوينة في محلها الأصلي